الرئيسية » الاخبار الرئيسية » الدار البيضاء : خبراء وأخصائيون يناقشون موضوع اضطراب طيف التوحد وبرامج الدعم والمواكبة.

الدار البيضاء : خبراء وأخصائيون يناقشون موضوع اضطراب طيف التوحد وبرامج الدعم والمواكبة.

وفي كلمتها الافتتاحية، أوضحت عميدة كلية علوم الصحة الأستاذة جمانة الترك، أن أشغال الندوة تأتي في سياق تسليط الضوء على موضوع الأطفال ذوي التوحد، مشيرة إلى ضرورة إيلاء الأهمية لهذا الموضوع على جميع المستويات للكشف عن معاناة وصعوبات الحياة الاجتماعية لدى هذه الفئة من الأطفال، كما أكدت على أهمية البحث العلمي والتكوين في المجال مستعرضة بعض التجارب البحثية الدولية والمنشور في مجلات معتمدة، وأشارت إلى دور المجتمع المدني في أداء هذه الأدوار الإنسانية والمساهمة في النهوض بهذه الفئة لضمان حقوقهم داخل المجتمع.

من جهتها، أبرزت الأستاذة هند بورماد، رئيسة جمعية الدمج والتأهيل للجميع من خلال تدخلها أن هذه المبادرة تأتي اقتناعا من جميع الفاعلين بضرورة تيسير المشاركة الكاملة والفعالة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد والتصدي لكافة أشكال التمييز التي تطالهم، وبعد أن استعرضت معطيات إحصائية، اعتبرت هذا اللقاء مناسبة لاذكاء الوعي لانخراط الجميع بحق هذه الفئة في العيش بكرامة، في أفق بناء منظومة تربوية وصحية دامجة، واعتبرت أن العناية بالأشخاص في وضعية إعاقة هو أحد التحديات المطروحة لإرساء نموذج تنموي دامج ببلادنا.

كما اعتبرت الأستاذة بورماد، أن جمعية الدمج والتأهيل للجميع، كباقي الجمعيات العاملة في المجال، تساهم في النهوض بحقوق هذه الفئة، من خلال إذكاء الوعي والتكوين وتقديم نماذج لجودة الخدمات.

بدورها، دققت الأخصائية النفسانية ميلين ليموس، عناصر تشخيص اضطراب التوحد ومختلف البرامج والطرق والأساليب وأهمية التكوين لتجويد الخدمات وأهمية تأهيل الأسر ومواكبتها بمسؤولية بناء على معايير أخلاقية مبنية على المعلومة والمعرفة الرصينة.

أما الأستاذ أحمد أيت إبراهيم فقد أشار إلى أهمية تكوين أطر التربية والصحة للرصد المبكر للإشارات والأعراض ذات الصلة باصطراب التوحد.
وبجانب أهمية تقوية قدرات مهنيي التربية والصحة، أوضح الأستاذ أيت ابراهيم أهمية تحليق مجال الممارسة، مبرزا ضرورة التمييز بين الأخلاق والاخلاقيات وأخلاقيات المهنة، واعتبر المتحدث، أن الجامعات والمعاهد تركز في تكويناتها على المعارف، في حين يتم إهمال تملك قدرات ومهارات اتخاذ القرار، لاسيما حين يكون المهني المختص أمام وضعيات متناقضة يكون القرار فيها حاسما.
كما اعتبر أيت ابراهيم، أنه بالرغم من المجهودات المسجلة في المغرب، فإن ولوج الأشخاص ذوي اضطراب التوحد للمدرسة واستكمال تعليمهم مازال صعبا، ويحتاج إلى ملائمة البرامج والطرق البيداغوحية وتوفير تكوين متين بدءا من التعليم الأولي، وتوفير خدمات للمواكبة والدعم وجعلها خدمات عمومية، كما أشار أن المنظومة الصحية في حاجة إلى توفير أطر مؤهلة للتشخيص المبكر والمواكبة اللازمة، وختم بالتعجيل بإخراج نظام لتقييم الإعاقة ونظام شمولي للحماية الاجتماعية يدمج بعد الإعاقة، والعمل على تقنين ومعيرة الممارسات في مجال التوحد، وتقوية قدرات الأطر التربوية والصحية وإحداث مراكز موارد مالية تلتقي فيها مختلف التدخلات القطاعية

أما الأستاذة عفاف عفان عاجي، رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة التوحد بالمغرب، فقد ركزت على معاناة الأسر في صعوبة تحمل كلفة اضطراب طيف التوحد، نتيجة ضعف الحماية الاجتماعية، كما تطرقت إلى قلة الأخصائيين في مجال التوحد، وقدمت المتحدثة أهداف ومنجزات تحالف الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة التوحد، وهو تحالف يضم 82 جمعية و 6 تحالفات جهوية، ويشتغل على محاور أساسية منها : إذكاء الوعي، تقوية القدرات والبحث الميداني.

وقدمت الأستاذة عفاف عفان، نماذج منجزات في مجال تكوين الأسر والمهنيين وقوافل إذكاء الوعي ونماذج دراسات ميدانية، كما يشتغل التحالف على تقوية قدرات الجمعيات العاملة في مجال التوحد، للترافع أمام القطاعات والمؤسسات العمومية المعنية من أجل إدراج الإعاقة في السياسات والبرامج العمومية .

من جهته، أبرز الأستاذ عبد المجيد مكني، رئيس التحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، أن اللقاء كان مناسبة مهمة للتعريف باضطراب طيف التوحد خصوصا أننا نعيش اليوم العالمي للتوحد وما تنتظره هذه الفئة من مجهودات جبارة للنهوض بأوضاعها الصحية والاجتماعية، وأوضح الأستاذ مكني، أن اللقاء فرصة كذلك بالنسبة لطلبة الجامعة للتعرف على المقاربة الحقوقية ولاسيما الاتفاقية الدولية الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والإشكالات التي تتعرض لها هذه الفئة والتي هي كثيرة ومتعددة، حيث من خلالها يمكننا أن نبني استراتيجية مستقبلية تساعدنا على التجاوب مع احتياجات فئة الأشخاص ذوي التوحد.

وفي نفس السياق، قدم الأستاذ سعيد الحنصالي نبذة عن البحث الذي ينجزه حول التواصل اللفظي وغير اللفظي عند الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، وعلاقته بالتفاعل الاجتماعي.
وفي الأخير، انصب النقاش التفاعلي حول مقاربات التشخيص المبكر وفعالية التكوين وأخلاقيات الممارسة ومقارنة البرامج والطرق وأهمية البحث العلمي للإجابة على العديد من الفرضيات .

وجدير بالذكر أن اضطراب طيف التوحد ليس له علاج إلا أن التشخيص المبكر والمواكبة الدامجة المكثفة، والتربية المبكرة، والخدمات الداعمة وفق قواعد علمية ومعايير أخلاقية تساهم في تيسير الاندماج والعيش الكريم، وتحدث اختلافا كبيرا لدى الأشخاص في حياتهم، بحيث تتطور القدرات والمهارات ويسهل عليهم التعامل مع البيئة بشكل تدريجي ملحوظ.

شـاركها الأن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.